تفسير قوله تعالى: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون 41}
  هذا، وأما قبول أئمة العترة $ وولاتهم هدايا من بعد أن عرفوا من حاله أنه لم يصلهم، ولم يهد لهم لأجل الولاية فهو مشهور عنهم $، ومن ذلك ما رواه في (أمالي أبي طالب) في اتخاذ الأحنف طعاماً لعلي # فاستدعاه هو وأصحابه، وفي صحيفة علي بن موسى #: أن بعضهم استدعاه فقال: أشترط عليك ثلاثاً ... الخبر.
  ومن ذلك ما في حديث أبي سعيد أن علياً # وجد ديناراً، قال: (فعرفته حتى سئمت فلم أجد له باغياً) فاستقرضه فاشتري به طعاماً من رجل، حتى إذا ضم وعاه رد عليه الرجل الدينار، وفعل علي # في اليوم الثاني كذلك، فأعطاه الرجل الطعام، ثم رد عليه الدينار، ثم في اليوم الثالث كذلك، فأبى علي # من قبول الدينار.
  هذا معنى الحديث، والخبر بطوله أخرجه الخوارزمي في فصوله، وفيه: أنهم أكلوا الطعام، ورُوي أنه # دخل والحسنان يبكيان من الجوع، فخرج فوجد ديناراً ثم أخذ به دقيقاً من يهودي، فقال: خذ دينارك ولك الدقيق، فأرسلت فاطمة إلى أبيها ÷ فجاءهم، فقالت: أذكر لك فإن رأيته حلالاً لنا أكلناه وأكلت معنا، من شأنه كذا وكذا، فقال ÷: «كلوا باسم الله» فأكلوا. أخرجه أبو داود، والبيهقي، وفيه طول.
  وكان الناصر # يقبل الهدايا تارة، ويردها أخرى، وكان للمؤيد بالله صديق يتحفه في كل سنة بعدد من الرمان فيقبلها منه، حتى ظهر له منه في بعض السنين أنه أعطاه لإزالة شكوى، فأزال شكواه