مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون 41}

صفحة 3316 - الجزء 5

  وأخرج الطبراني في الأوسط، والحاكم، عن ابن عباس أن رسول الله ÷ قال: «من أعان ظالماً بباطل ليدحض به حقاً فقد برئ من ذمة الله ورسوله».

  وأخرج البيهقي من طريق فسيلة، أنها سمعت أباها - وهو واثلة بن الأسقع - يقول: سألت رسول الله ÷: أمن العصبية أن يحب الرجل قومه؟ قال: «لا، ولكن من العصبية أن يعين الرجل قومه على الظلم».

  وأخرج الحاكم وصححه، والبيهقي، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، قال: قال رسول الله ÷: «من أعان قوماً على ظلم فهو كالبعير المتردي، فهو ينزع بِذَنَبِهِ».

  ولفظ الحاكم: «مثل الذي يعين قومه على غير الحق كمثل البعير يتردى، فهو يمد بِذَنَبِهِ». وهذا القدر كاف في تحريم المعاونة لمن عرف كونه مبطلاً.

  وأما إن التبس الحال في كونه محقاً أو مبطلاً فهو لاحق بهذا القسم؛ غير أنها تحرم إعانته لأن إعانته والحال هذه من الإقدام على ما لا يؤمن قبحه، والإقدام على ما لا يؤمن قبحه قبيح، ولقوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٣٣}⁣[الأعراف]، وقوله سبحانه: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}⁣[الإسراء: ٣٦].