مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون 41}

صفحة 3332 - الجزء 5

  وفي رواية ابن أبي شيبة: قد علم قومي أن حرفتي لم تكن تعجز عن مؤونة أهلي. وقد شغلت بأمر المسلمين.

  قال (القسطلاني): وأسنده البخاري في البيوع، وبقيته: فيأكل آل أبي بكر من هذا المال. وعن عمر أنه قال: إني أنزلت نفسي من مال الله منزلة قيم اليتيم، إن استغنيت عنه تركت، وإن افتقرت إليه أكلت بالمعروف. أخرجه ابن أبي شيبة، وابن سعد. قال القسطلاني: وسنده صحيح.

  وقد مر معني ما روي عن علي # (إن للإمام قصعتين ...) الخبر.

  قال في (التهذيب): قد روي عن علي #، وأبي بكر، وعمر أن للإمام أن يتناول من بيت المال للحاجة. ويكون تقدير ما يأخذه إلى اجتهاده. ذكره في (الثمرات).

  ويدل على أنه موضع اجتهاد اختلاف التقادير المروية، كما مر، وقد روي في تقدير الصحابة لأبي بكر أنه ألفان، فقال: زيدوني، فإن لي عيالا، وقد شغلتموني عن التجارة، فزادوه خمسمائة. أخرجه ابن سعد بسند صحيح.

  وفي الجامع الكافي: بلغنا أن عمر رزق سلمان بن ربيعة وشريحاً رزقاً، ورزق شريح كل شهر مائة درهم وعشرة أجربة حنطة. وظاهر ما ورد في رزق القاضي لا فرق بين كونه غنياً أو فقيراً؛ إلا أن في كلام علي # للأشتر إيماء إلى أن المقصود من إعطائه سد خلته، وسد حاجته التي ربما حملته على الطمع في أموال الناس. والله أعلم.