مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الخامسة: [إثبات حكم العقل]

صفحة 3538 - الجزء 6

المسألة الرابعة: [دلالة الآية على مذهب العدلية في خلق الأفعال]

  احتج أهل العدل بالآية على أن فعل العبد غير مخلوق الله تعالى. لأنه سبحانه وبخهم وذمهم على هذا الفعل، ولا يحسن ذلك إلا إذا كانوا هم الذين فعلوه، ولهذا لا يحسن ذم الأسود على سواده لما كان مخلوقًا لله تعالى، ولا فعل للعبد فيه.

المسألة الخامسة: [إثبات حكم العقل]

  في قوله تعالى: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ ٤٤}⁣[البقرة] دلالة على إثبات حكم العقل إذ الظاهر أن المراد إنكار ارتكابهم لما تدرك عقولهم قبحه، وتلخيص المعنى أن العقلاء يعرفون قبح القبيح، وعقولهم تنهاهم عن ارتكابه، فكيف لا تعرفون أنتم قبح ما ارتكبتموه، وهلا نهتكم عقولكم عنه، فهل عقولكم مسلوبة؟ وفيه توبيخ عظيم.

  قال في (الكشاف): بمعنى⁣(⁣١) أفلا تفطنون لقبح ما أقدمتم عليه حتى يصد كم استقباحه عن ارتكابه، وكأنكم في ذلك مسلوبو العقول؛ لأن العقول تأباه وتدفعه؛ ونحوه: {أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ٦٧}⁣[الأنبياء].


(١) هذا بيان للتوبيخ. تمت. مؤلف.