مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين 45 الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون 46}

صفحة 3546 - الجزء 6

  فقال: «احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك تعرف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله قد جف القلم بما هو كائن فلو أن الخلق كلهم جميعًا أرادوا أن ينفعوك بما لم يقضه الله لك لم يقدروا على ذلك، أو يضروك بما لم يكتبه الله عليك لم يقدروا على ذلك، اعمل الله بالشكر في اليقين، واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرًا كثيرًا، فإن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرًا» قال: كيف أصنع باليقين يا نبي الله؟ قال: «أن تعلم أنما أخطأك لم يكن ليصيبك، وإنما أصابك لم يكن ليخطئك. فإذا أنت قد فتحت باب اليقين». وله عنده طريق ثانية عن عبد الملك بن عمير، عن ابن عباس بمعنى الرواية الأولى، وفي آخرها: «فإن استطعت أن تعمل بالصبر مع اليقين فافعل، وإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيرًا كثيرًا» ورواه من طريق ثالثة، قال: «أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال: أخبرنا الطبراني، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا أبو يعلى بن مهدي الموصلي.

  (ح) قال: وأخبرنا ابن ريذة، قال: أخبرنا الطبراني، قال: حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، قال: حدثنا سعيد بن سليمان، قال: حدثنا أبو شهاب الخياط، قال: حدثني عيسى بن محمد القرشي، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس فذكر الحديث من قوله: «يا غلام احفظ الله يحفظك ...» إلى آخره.

  وذكره في الدر المنثور، ونسبه إلى أحمد، وعبد بن حميد في مسنده، والترمذي وحسنه، وابن مردويه والبيهقي في الشعب،