مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين 45 الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون 46}

صفحة 3548 - الجزء 6

  السلولي، عن عبد الصمد، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: لما رأى رسول الله ÷ ما فعل بحمزة يوم أحد وقال: «لئن أمكنني الله من قريش لأمثلن بسبعين منهم» فنزلت: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ١٢٦}⁣[النحل] قال: «بل نصبر يا رب» فلم يمثل ونهى عن المثلة.

  عبد الصمد هو: ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري التنوري، أبو سهل البصري، قال أبو حاتم: صدوق صالح في الحديث، توفي سنة سبع ومائتين، احتج به الجماعة، وروى له أئمتنا الثلاثة. وأما والده فقال النسائي: ثقة ثبت، وقال ابن سعد: ثقة حجة، وقال الذهبي: أجمع المسلمون على الاحتجاج به، روى له أئمتنا الأربعة.

  وفي (أمالي المرشد بالله): عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ÷: «إن من بعدي أيام الصبر، أجر التمسك فيهن بمثل ما أنتم عليه كأجر خمسين عاملًا».

  وفي (أمالي المرشد بالله) أيضًا: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد الحريري المعروف بابن روح الحرة، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن الزيات، قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، قال: حدثنا منصور بن بشير أبو مزاحم، قال: حدثنا إسماعيل بن عمرو، عن عاصم بن عمر، عن محمود يعني ابن لبيد أن رسول الله ÷ قال: «إذا أحب الله قومًا ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع» وأخرجه أحمد.