مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين 45 الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون 46}

صفحة 3550 - الجزء 6

  قال الشيخ العزيزي: حديث ضعيف. ومعنى كون العلم خليل أنه كخليله، وكذا ما بعده على التشبيه بجامع الدلالة على الخير النافع في دينه ودنياه، والقيم هو الذي يهيء مصالح من ولي عليه؛ وشبه به العمل لأن به يحصل تهيئة مساكن الأبرار في دار القرار، وتدبير المعاش في هذه الدار {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ٢ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}⁣[الطلاق: ٢ - ٣]، وجعل الصبر أمير جنوده لأن الأمير إذا ثبت تثبت العساكر، والصبر ثبات في نفسه، فإذا حصل ثبتت الأعضاء.

  وأخرج البيهقي عن أبي الحويرث أن رسول الله ÷ قال: «طوبى لمن رزقه الله الكفاف وصبر عليه» وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس، من حديث عبد الله بن حنطب، وقال محمد: حديث ضعيف.

  وأخرج البيهقي عن عشعس أن رسول الله ÷ فقد رجلًا، فسأل عنه فجاء فقال: يا رسول الله إني أردت أن آتي هذا الجبل فأخلو فيه وأتعبد، فقال رسول الله ÷: «لصبر أحدكم ساعة على ما يكره في بعض مواطن الإسلام خير من عبادته خاليًا أربعين سنة».

  وأخرج البيهقي عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ÷: «أيكم يسره أن يقيه الله من فيح جهنم» ثم قال: «ألا إن عمل الجنة حزن بربوة ثلاثًا ألا إن عمل النار سهل الشهوة ثلاثاءً والسعيد من وقي الفتن، ومن ابتلي فصبر فيالها ثم يا لها» وأخرج البيهقي وضعفه عن ابن عباس: قال رسول الله ÷: «ما صبر أهل بيت على جهد ثلاثاً إلا أتاهم الله برزق» وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول