تفسير قوله تعالى: {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون 48}
  قال أبو حيان: وظاهر قوله: {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ}[البقرة: ٤٨] نفي القبول ووجود الشفاعة، ويجوز أن يكون من باب: على لا حب لا يُهتَدَى بمناره، نفى القبول والمقصود نفي الشفاعة كأنه قيل: لا شفاعة فتقبل والشفاعة مأخوذة من الشفع، وهما الاثنان، فهي ضم غيرك إلى وسيلتك وجاهك، ومنه: الشفعة؛ لأنها تضم ملك شريكك إلى ملكك والأخذ: ضد الترك، ويطلق على القبض والإمساك، ومنه قيل للأسير: أخيذ. والعدل بفتح العين: الفدية، يقال: عَدل الشيءِ بالفتح لما يساويه قيمة وقدرًا وإن لم يكن من جنسه، والعِدل بالكسر: المساوي في الجنس والجرم.
  قال ابن جرير: وإنما قيل للفدية من الشيء والبدل منه: عَدل(١) لمعادلته إياه وهو من غير جنسه، ومصيره له مثلًا من وجه الجزاء، لا من وجه المشابهة في الصورة.
  قال: وقد ذكر عن بعض العرب كسر العين من الذي بمعنى الفدية؛ لتقارب معناه ومعنى المكسور عندهم. والنصر: العون، والأنصار: الأعوان، ويسمى الانتقام نصرة وانتصارًا قال تعالى: {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا}[الأنباء: ٧٧] الآية، قيل: معناه: فانتقمنا له، ويستعمل في الإتيان، يقال: نصرت أرض بني فلان: أتيتها، وفي المطر، يقال: نُصرت الأرض: مطرت، وفي العطاء.
  وفي الآية مسائل:
(١) يفتح العين. تمت. مؤلف.