مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثالثة: [في الشفاعة]

صفحة 3696 - الجزء 6

  قلت: لو كان المطلوب بها ما ذكره أبو الهذيل للزم أن يختص بها التائبون عن المعاصي، دون من ثبت على الإيمان طول حياته ولم يتلبس بكبيرة، ولا أظن أبا الهذيل يلتزم هذا. والله أعلم.

تنبيه [في ثبوت الشفاعة لغير النبي ÷]

  قد تضمنت الأحاديث المتقدمة ثبوت الشفاعة لغير نبينا ÷، وقد روي عدة أحاديث في ثبوتها للأنبياء والعلماء وغيرهم، اللهم ارزقنا الشفاعة وكرمنا بها يا كريم.

تنبيه [اعتذار عما وعد به المؤلف]

  قد كنا وعدنا في أول كتابنا هذا أن نجمع فيه ما يتعلق بالقرآن الكريم من مسائل الاعتقاد والعبادات والمعاملات، وقد أتينا فيما قدمنا على ذلك، وهو إن شاء الله مقصد صالح، ومتجر رابح، وتحصيل مفيد؛ إلا أن الكتاب طال بسبب ذلك، وكثرت مباحثه، وتعدد أجزائه، ورأينا الهمم ناقصة، والقرائح جامدة، والملل قد غلب، فربما يكون تكثير فوائده وتعدد مباحثه ومسائله. وتشعب فنونه سببًا لتركه والإعراض عنه، فيفوت الغرض المقصود من نفع المسلمين وهدايتهم إلى ما يقربهم من رضا رب العالمين؛ فلما كان الأمر على ما وصفنا رأينا الاقتصار على الأهم هو الصواب؛ والمطابق لدليل العقل والسنة والكتاب، ولا شك أن أهم المقاصد، وأوجب ما يجب تقييده