مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثانية [دلالة الآية على وجود الصانع]

صفحة 3702 - الجزء 6

  قال: وأما المعتزلة فقد أجاب الكعبي بأن في المكلفين من يبعد عن الفطنة والذكاء، وعامة بني إسرائيل كانوا كذلك، فاحتاجوا إلى التنبيه بالآيات الظاهرة، كفلق البحر ورفع الطور وإحياء الموتى؛ ألا ترى أنهم بعد ذلك مروا بقوم يعكفون على أصنام لهم {قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}⁣[الأعراف: ١٣٨]، وأما العرب فكانوا بخلاف ذلك؛ ولهذا اقتصر الله معهم على الدلائل الدقيقة، والمعجزات اللطيفة. وحاصل الجواب أن فلق البحر لم يكن في حكم الضروري؛ فإنه لا يحصل به الدلالة لبني إسرائيل مع بلادتهم إلا بعد النظر في أن موسى لا يقدر على ذلك الفعل، وأن ضربه لا يؤثر.