تفسير قوله تعالى: {بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون 81}
  لأنهم كانوا يكذبون بالقدر، وإني لأراهم ولا أدري أشيء كان قبلنا أم شيء فيما بقي.
  وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت قال: سمعت بأذني هاتين رسول الله ÷ يقول: «إن أول ما خلق الله القلم قيل: اكتب: لابد، قال: وما لابد؟ قال: القدر، قال: وما القدر؟ قال: تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، إن مت على غير ذلك دخلت النار».
  قلت: وهذا التفسير النبوي للقدر مروي عن زيد بن علي #؛ روى المرشد بالله في الأمالي أن رجلًا سأل زيدًا # فقال: يابن رسول الله، ألا تخبرني عن القدر ما هو؟ فقال زيد بن علي #: إن ذلك أن تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، وإن من الإيمان بالقدر أن تسلم الله الأمر في الذي أراد وأمر ونهى وقدر، وترضى بذلك لك وعليك.
  ومنه يعلم الفرق بين القدر المتوعد على القول به، والقدر الذي يجب الرضى به. ويحرم التكذيب به، فإن الأول كالقول بأن المعاصي بقدر الله ومن فعله، وكذلك سائر أفعال العباد، والثاني كالتكذيب بكون ما يصيب الإنسان من الآلام ونحوها بقدر الله ومن فعله؛ والمراد من الرضى به أن يتلقاه بالصبر وعدم السخط؛ هذا ما يقتضيه كلام أئمة العدل.