مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

فصل [في ذكر الروايات الدالة على الوعيد]

صفحة 3847 - الجزء 6

  وعن ابن عباس: شتم الخادم ظلم فما فوقه. وعن سعيد بن جبير أن الظلم في الآية تجارة الأمير فيه. وعن عطاء: هو قول الرجل في المبايعة: لا والله وبلى والله. وعن ابن عمر أنه كان له فسطاطان أحدهما في الحل والآخر في الحرم، فإذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم في الحل، فقيل له في ذلك، فقال: كنا نحدث أن من الإلحاد أن يقول الرجل لأهله: كلا والله وبلى والله.

  قال ابن حجر الهيثمي في (الزواجر): ومعلوم أن أصل الظلم يشمل سائر المعاصي الكبائر والصغائر؛ إذ لا معصية وإن صغرت إلا وهي ظلم؛ إذ هو وضع الشيء في غير محله؛ ويدل له قوله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ١٣}⁣[لقمان] فخرجٍ بعظيم غير الشرك فهو ظلم، لكنه ليس بعظيم كالشرك، وإن كان عظيمًا في نفسه.

  قلت: ويدل على عظم غير الشرك قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}⁣[الأنعام: ٢١] ونحوه. ثم قال: ودليل على أن الإرادة كافية في ذلك خصوصية في الحرم للحزم ما صح عن ابن مسعود مرفوعًا وموقوفًا قال في الزواجر: لكن وقفه أشبه في قوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ}⁣[الحج: ٢٥] قالوا: لو أن رجلًا أراد فيه بإلحاد بظلم وهو بعدن أبين لأذاقه الله من العذاب الأليم، وروى الثوري عنه: ما من رجل يهم بسيئة كتبت عليه، ولو أن رجلًا بعدن أبين هم أن يقتل رجلًا بهذا البيت لأذاقه الله ø من عذاب أليم؛ وكذا قال الضحاك بن مزاحم.