تفسير قوله تعالى: {وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم ت
  ولا يرد علي الحوض، ومن غشي أبوابهم أولم يغش فلم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه سيرد علي الحوض». أخرجه الترمذي.
  النوع الثاني: ما يحصل به إعانته على معصية من قول أو فعل، وإن لم يتضمن تعظيمًا لقوله تعالى: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المائدة: ٢] وقوله ÷: «إذا كان يوم القيامة نودي أين الظلمة وأعوان الظلمة وأشباه الظلمة، حتى من برى لهم قلمًا أو راق لهم دواة؟، فيجمعون في تابوت من حديد ويرمون في جهنم». رواه في الشفاء وغيره.
  النوع الثالث: الدعاء له بالمغفرة ونحوها.
  واعلم أن الدعاء للغير يختلف حكمه باختلاف المدعو لهم؛ وجملة القول في ذلك أن المكلفين على ثلاثة أضرب: ضرب يقطع باستحقاقهم الثواب كالملائكة والأنبياء وأهل الكساء $، فهؤلاء يجوز الدعاء لهم بخير الدنيا والآخرة على القطع، من غير تعليق بشرط. وضرب يقطع بتلبسهم بالمعصية الموجبة للكفر أو الفسق، نحو من شاهدناه يشرب خمرًا أو يفعل خصلة كفرية من غير عذر، فهؤلاء نقطع بكفرهم أو فسقهم في تلك الحال، ويجوز الدعاء عليهم على القطع ما داموا مشاهدين على تلك المعصية، ولا يجوز الدعاء لهم بالمغفرة ونحوها؛ لقوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ...}[التوبة: ١١٣] الآية ونحوها.
  وضرب لم يعلم فيهم شيء من الأمرين، وسواء كان ظاهرهم العفة