مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم ت

صفحة 3923 - الجزء 6

  وروي أن عليًا # لما ضربه ابن ملجم قال: (أطعموه وأحسنوا أساره، فإن أعش فالحق حقي أرى فيه رأيي، وإن مت فرأيكم في حقكم) ذكره ابن بهران في تخريج البحر. وكذلك يجوز أكل طعامهم، أما الفاسق فلأنه من أهل الملة، وأما الكافر فلقوله تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ ...}⁣[المائدة: ٥] الآية، إلا أن يترطب به عند من يحكم بنجاسته. وهذا كله ما لم يؤد إلى مودتهم وميل الخاطر إليهم. وكذا يجوز النزول عليه يعني الفاسق وإنزاله والسرور بمسرته، والعكس في بعض الأحوال، ومحبته لخصال خير فيه، أو لكونه رحمًا، وكذا يجوز إيناسه وإعانته على بعض أموره كذلك؛ ذكره في الأزهار وتكملة البحر، قال في التكملة: مع إظهار كراهة فعله وفعل الواجب من النكير عليه، كما كان منه ÷ في مخالفة من سماء الله فاسقًا حيث قال: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}⁣[الحجرات: ٦] ولقوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ}⁣[الممتحنة: ٨] الآية؛ ولإنزاله ÷ وقد ثقيف المسجد، وهو مشهور. قال: ولا بأس بإلانة القول لهم مع فعل ما يجب من النكير. واحتج بقوله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}⁣[العنكبوت: ٤٦]، وبفعله ÷ مع الرجل الذي قال فيه: «بئس أخو العشيرة هو». وقد تقدم.

  فأما تعظيم أهل الشرف من الكفار والفساق رجاء لرجوعهم إلى الخير، أو لنصرتهم، أو خذلانهم الباطل، أو نحو ذلك من المصالح العامة فلا إشكال في جوازه، كما فعل ÷ مع كثير من رؤساء