مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثالثة: في أقسام السحر

صفحة 3948 - الجزء 6

  على امرأة من دومة الجندل وذكرت الحديث بطوله، وفيه: أن تلك المرأة تعلمت السحر من هاروت وماروت، وأنها بعد تعلمه ما تريد شيئًا إلا كان. وفيه: أنها بذرت قمحًا، فقالت: ابذري، فبذرت، وقالت: اطلعي، فطلعت إلى أن قالت: ثم قالت: ايبسي، فأيبست، ثم قالت: اطحني، فاطحنت ... الخبر. وفي رواية الرازي أنها قالت: وأنا لا أريد شيئًا أصوره في نفسي إلا حصل.

  الوجه الرابع: ما يذكر من الحكايات في هذا المعنى، وهي كثيرة مشهورة. قالوا: ولسنا نعتقد أن الساحر يكون قادرًا على خلق الأجسام ونحوها، وتغيير الشكل والهيئة، عند قراءة بعض الرقى وتدخين بعض الأدوية، أو تركيب أجسام، أو المزج بين قوى على وجه لا يعرفه إلا الساحر؛ وإذا كان بعض الأجسام قاتلًا كالسموم ومنها مقسمة كالأدوية الحادة، ومنها مضرة كالأدوية المضادة للمرض فلا يستنكر في العقل أن ينفرد الساحر بعلم قوى قتالة أو كلام مهلك أو مؤد إلى التفرقة.

المسألة الثالثة: في أقسام السحر

  واعلم أن تقسيم السحر إنما هو بحسب اختلاف الناس في حقيقته ومعناه، وأقسامه متعددة:

  أحدها: سحر الكذابين الذين كانوا في قديم الدهر، وهم قوم يعبدون الكواكب ويزعمون أنها هي المدبرة لهذا العالم، ومنها تصدر الخيرات والسعادة والنحوسة، وهم الذين بعث الله إبراهيم # مبطلًا لمقالتهم،