مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

الباب الأول فيما يتعلق بالآيات

صفحة 382 - الجزء 1

  وقد أشار أبو هاشم إلى ذلك، ذكر هذا السؤال وجوابه الإمام عزَّ الدين # في المعراج.

  قلت: ومقتضى كلام أبي هاشم منع وصفه تعالى بأقدم الأقدمين، وقد صرح بمنعه الموفق بالله لنحو ما مر.

  قال #: فإن تكلم به متكلم ويريد المبالغة في التقدم في الوجود فإنه يقيده بما يزيل ما يوهم.

  قلت: أما على ما تقدم عن الإمام عز الدين # ففي جواز الإطلاق مع التقييد نظر.

  قال الموفق بالله #: ولا يصح وصفه تعالى بأنه عتيق، ولا بأنه عادي لأنه يفيد تقدم عاد عليه حتى ينسب إليه، كما أن آدمي يفيد تقدم آدم # عليه، فأما منع وصفه بأنه عتيق فلأن أبا علي ذكر أنه يفيد مرور الزمان عليه مع حدوث مثله، ولذلك لا يصفون التمر بأنه عتيق ولما تغير ولا حدث مثله، وحدوث مثله تعالى محال فلا يجوز وصفه به، وعلل أبو هاشم امتناعه بأنه يفيد مرور الزمان عليه مع التأثير فيه، ولذلك يقال: دينار عتيق إذا كان الزمان قد أثر فيه، وقيل: لا يشترط التأثير إذ توصف السماء بأنها عتيقة وإن لم يكن الزمان قد أثر فيها.

  وقال الموفق بالله #: لا يبعد أن يكون في الأصل موضوعاً لما مر عليه الزمان وأثر فيه، بدليل أن الدينار المضروب في الحال مع حدوث