مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

الباب الأول فيما يتعلق بالآيات

صفحة 383 - الجزء 1

  مثله لا يوصف بأنه عتيق، وإذا كان الزمان قد مر عليه وأثر فيه وصف بذلك، فدل على أنه يفيد مرور الزمان عليه مع التأثير فيه، قال: فإن وصف شيء آخر بأنه عتيق وجب أن يكون مجازاً لأنه لا يطرد في كل شيء إلا بعد ما ذكرناه من مرور الزمان عليه.

  قال #: وقد كان الحدث الوراق تلميذ أبي الحسين الخياط يلزم أبا علي بأنه لو جاز أن يوصف تعالى بأنه قديم لصحة المعنى فيه لا أن السمع قد ورد به لجاز وصفه بأنه عتيق وعادي.

  قال #: وقد بينا أن معناه فيه تعالى لا يجوز؛ إذ محال تأثير شيء فيه ولا تقدم عاد عليه.

  الاسم الثاني: ثابت في الأزل، ومعناه كمعني موجود في الأزل، ويختص به الباري تعالى عند أئمتنا $ خلافاً لمثبتي الذوات في العدم، وأما لفظ أزلي، فقال الرازي: هذا لفظ يفيد النسبة إلى الأزل فيوهم أن الأزل شيء حصلت ذات الله فيه وهذا باطل؛ إذ لو كان الأمر كذلك لكانت ذاته تعالى محتاجة إلى ذلك الشيء وهو محال، بل المراد وجود لا أول له البتة.

  قلت: أما على ماذكره من الإيهام فالقياس منعه، لكن قد تقدم عن علي # ما يدل على صحة وصفه⁣(⁣١) بذلك، وفي بعض الأدعية المنسوبة إلى الحسين بن علي #: الحمد لله السميع العليم الأزلي القديم. ذكره في الوسائل العظمى.


(١) هو قوله #: الحمد لله الدال على وجوده بخلقه وبمحدث خلقه على أزليته. تمت مؤلف.