مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

الباب الثاني المسائل الفقهية المتعلقة بالبسملة

صفحة 482 - الجزء 1

  أو أخذ أو أعطى قال: بسم الله، ويستحب للقابلة إذا أخذت الولد من الأم أن تقول: بسم الله، وهذا أول أحواله من الدنيا، وإذا مات وأدخل القبر قيل: بسم الله، وهذا آخر أحواله من الدنيا، قال: وإذا قام من القبر قال أيضاً: بسم الله، وإذا حضر الموقف قال: بسم الله فتتباعد عنه النار ببركة بسم الله.

  وقال القاضي العلامة أحمد بن يحيى حابس⁣(⁣١) |: لا خلاف بين العلماء أن من ألف باباً، أوصنف كتاباً، أو قام خطيباً إلى غير ذلك ولم يذكر اسم الله تعالى فإنه معترض عليه ما لم يكن فعل قلب أو كلاماً أوله ذكر الله كالآداب والخطبة وإن لم يرد على جهة التسمية، أو كتاب غضب، أو يكون للكاتب على المكتوب إليه سطوة كسورة براءة فإنها نزلت على المشركين بوعد ووعيد، وزجر وتهديد.

  وروي أن علياً # كان يكاتب معاوية بن أبي سفيان بكتب محذوفة التسمية، وفيه يقول الشاعر:

  يدل على وجد الهمام كتابه ... وتخليفه للصدر عمن يكاتبه

  قلت: وما ذكره | من عدم شرعيتها في أفعال القلوب وما بدئ بذكر الله، فهو الظاهر إذ لم يرد عن الشارع ولا عن أحد


(١) أحمد بن يحيى بن أحمد بن حابس من أهل صعدة، وأحد علماء الزيدية الأفذاذ، تولى القضاء بصعدة، وولي الخطابة، وكان من أشهر فقهاء عصره، وله مؤلفات كثيرة منها: المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن ابتدأه بطبقات الزيدية موجزة، ثم تكلم عن أهم المسائل الفقهية التي يحتاج إليها القضاة، وكذلك كتاب الحاشية الجامعة لزبد الاختيارات والأنظار الكاشفة، تكميل شرح الأزهار، والأنوار الهادية لذوي العقول إلى شرح الكافل بنيل السؤل، وله غيرها، توفي سنة (١٠٦١ هـ) رحمة الله تعالى عليه.