قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين 2}
  العامة وإلا لزم منع إطلاق الصفات الذاتية كعالم وقادر لإيهامها بالنظر إليهم، ويلزم قبح الخطاب بالمشابه لذلك، نحو: يد الله ووجهه، على أنه قد ذكر الموفق بالله # ما يفيد أنه لا يجب الاحتراز مما فيه إيهام لبعض دون بعض، إلا عند حضور ذلك الذي يحصل له الوهم، وذلك أنه قال فيما يجوز إطلاقه وما لا يجوز ما لفظه: فأما إذا صح أحد المعنيين دون الآخر كقولنا: إنه تعالى يضل ويقضي بالمعاصي فإن لم يوهم جاز إجراؤه عليه تعالى، وإن كان فيه إيهام لبعض الحاضرين فلا يجوز، ألا ترى أنه تعالى يضل الكفار يوم القيامة عن طريق الجنة، ويقضي بالمعاصي، بمعنى أنه يخبر عن كونها وحصولها، ذكره في (الإحاطة).
  فهذا نص في أنه لا يجب الاحتراز مطلقاً، بل حالة الإيهام، فعائد ما هنا أنه يجب الاحتراز عن إطلاق الوجوب على الله تعالى، عند حضور من يتوهم التكليف إن لم يمكن التعريف، وإن كان الثالث وهو أنه يوهم من حيث العرف الخاص وهو عرف العلماء فلا إيهام من هذه الحيثية قطعاً، وكيف يقال أنهم يتوهمون ومعهم القرائن القطعية التي لا يبقى معها مسلك ليتوهم؟
  قالوا: سلمنا لكم أن إطلاق الوجوب لا يوهم فلا نسلم أن هذه الأمور واجبة؛ لأن الطاعات شكر الله تعالى على نعمه، وسيأتي الدليل على ذلك، وإذا كانت شكراً فالثواب تفضل.
  والجواب: أن يقال: لا نسلم أن الطاعات شكر لما سيأتي، سلمنا