قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين 2}
  قلت: ويؤيده أن الكلام مسوق لبيان الواجب لأمير المؤمنين وعليه، وأنه لما وجب له عليهم واجب وجب لهم عليه واجب، وأن هذه قضية معلومة وهي أنه لا يجب لأحد حق إلا ويجب عليه مقابلة، حتى الباري تعالى، ودلالة السياق تبين المجملات وتدفع الاحتمالات، وأما قوله: وجعل جزاؤه ... إلخ، فلا يدل على عدم وجوب الثواب.
  قال الشارح: لأنه جعل المتفضل به مضاعفة الثواب لا أصل الثواب.
  قال: وليس ذلك بمستنكر عندنا.
  فإن قيل: كيف يتفضل بمضاعفة الثواب وعندكم أنه لا يصح الابتداء بالثواب؟!
  قيل: قد أجاب ابن أبي الحديد بأن المراد بالمضاعفة هنا زيادة غير مستحقة من النعم واللذة الجسمانية خاصة في الجنة، فسمى تلك اللذة الجسمانية ثواباً؛ لأنها جزء من الثواب، فأما اللذة العقلية فلا يجوز مضاعفتها.
  قلت: ولعله أراد اللذة العقلية اللذة الحاصلة بالتعظيم والتبجيل.
  قلت: وقد صرح أمير المؤمنين # بالوجوب على الله تعالى في قوله: أوصيكم بتقوى الله فإنها حق الله عليكم، والموجبة على الله حقكم، رواه في النهج.
  قال الشارح: هذا تصريح بمذهب المعتزلة في العدل، وأن من الأشياء ما يجب على الله تعالى من باب الحكمة.