مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الحادية عشرة [معنى الرب]

صفحة 727 - الجزء 2

  وأقول: يدفع قوله: إن أمير المؤمنين # لم يصرح بالوجوب في الكلام السابق تأدباً، والظاهر أنه مما تركه لتعبيره بما يؤدي معناه إذ لا يشترط في الدلالة على القول بالوجوب الإتيان بمادة مخصوصة. والله أعلم.

المسألة الحادية عشرة [معنى الرب]

  الرب في اللغة: السيد والمالك، والثابت والمعبود، والمصلح.

  قال أبو حيان وزاد بعضهم بمعنى الصاحب، وبعضهم بمعنى الخالق، ولا يطلق على غير الله تعالى إلا مقيدا كرب الدار، ورب الدابة، فلا يقال: زيد الرب أو رب خلافاً لأبي القاسم البلخي فيما رواه عنه في (الأساس) فقال: يجوز إطلاقه على غير الباري تعالى وإن لم يتقيد بالإضافة؛ لأنه عنده صفة فعل مأخوذ من التربية كما سيأتي له فهو اسم لكل مرب، فكما لا يختص تعالى بقادر ومالك ونحوهما من الاسماء المشتقة كذلك لا يختص برب.

  وأجيب: بأنا لا نسلم أخذه من التربية لما سيأتي، وبأن السامع لا يحمله عند الإطلاق على غير الله تعالى، فدل على أنه مختص به تعالي.

  قلت: وفي الرواية هذه عن أبي القاسم نظر، فإني لم أقف عليها في (القلائد) وشرحها، ولا في غيرها من الكتب المعتبرة، بل فيها ما يدل على أنه يمنع من إطلاقه مع عدم التقييد، وذلك أنه لما قال: إنه