المسألة الحادية عشرة [معنى الرب]
  مأخوذ من التربية ألزموه بأنه لو كان كذلك لما اختص به الباري مع الإطلاق، فلو كان يقول بعدم الاختصاص لما كان لإلزامه بمذهبه فائدة، وقد استشكل الشرفي هذه الرواية عنه فقال: يُنظر؛ هل صرح أبو القاسم بذلك، أو أخذ له من قوله في (رب) أنها صفة فعل مأخوذة من التربية؟ لأنه لا يمتنع اختصاصها بالله سبحانه مع الإطلاق إما بالغلبة، وكثرة الاستعمال، أو بتربية مخصوصة لا يقدر عليها إلا الله تعالى وإن كانت صفة فعل. والله أعلم.
  قلت: والظاهر أن قوله لا يمتنع ... إلخ علة في عدم صحة المأخذ، فكأنه قال: فإن كان إنما أخذ له هذا القول من قوله: إنه صفة فعل. فهو مأخذ ضعيف؛ لأنه لا يمتنع ... إلخ، يعني أن قوله: إنها صفة فعل. لا يمنع اختصاص الباري تعالى بها مع الإطلاق لأحد الأمرين المذكورين عند أبي القاسم. والله أعلم.
  نعم قال القرطبي في (الصحاح): إن الرب اسم من أسماء الله تعالى، ولا يقال في غيره إلا بالإضافة، وقد قالوه في الجاهلية للملك.
  قال الحارث بن حلزة:
  وهو الرب والشهيد على يـ ... ـوم الخيارين والبلاء بلاء
  ثم قال: إن (رب) إذا دخلت عليه الألف واللام اختص الله تعالى به؛ لأنها للعهد، وإن حذفتا صار مشتركاً بين الله وبين عباده،