قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين 2}
  فلا يقال: لم يزل محسناً لما في ذلك من إيهام قدم المحسن إليه، بل يقال: لم يزل المحسن التواب، ووجهه - والله أعلم - أن الألف واللام في هذه الصفات بمعنى الذي، وهو عبارة عن الذات المتصفة بهذه الصفات المتجددة، ولذا قالوا: إن معنى الضارب: الذي ضرب، أي الذي فعل الضرب وأحدثه، فكذلك إذا قيل: لم يزل المحسن فمعناه: لم يزل الذي أحسن أي الذي فعل الإحسان وأوجده، أي لم تزل الذات التي فعلت الإحسان، بخلاف ما لو قيل: لم يزل متفضلاً محسناً. فإنه يوهم أنه على هذه الصفة في الأزل، وذلك يوهم قدم من وقع عليه الإحسان، إلا أنه # ذكر أنه لا يقال: إنه كان غير تواب ونحوه لإيهامه الفضاضة وضد الإحسان، وكذلك يقال: لم يزل المحمود المشكور ولا تجرد من (ال) لما مر، ولا يقال: إنه كان غير محمود ولا مشكور لما فيه من إيهام الذم وللإمام المهدي محمد بن القاسم الحوثي(١) # في هذا بحث مفيد لا بأس بإيراده، وذلك أنه سئل عن صفات الفعل كالمتفضل ونحوه، فقال السائل: إن قلنا إنه
(١) الإمام المهدي لدين الله أبو القاسم محمد بن القاسم بن محمد الحوثي الحسيني، أحد أئمة الزيدية المتأخرين، دعا سنة ١٢٩٨ هـ، وله عدة مؤلفات منها: الموعظة الحسنة، والبدور المضيئة جواب الأسئلة الضحيانية، ممن أخذ عليه الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى حميد الدين، والسيد العلامة أحمد بن يحيى العجري، والسيد محمد بن الإمام المحسن بن أحمد والسيد العلامة أحمد بن قاسم حميد الدين والقاضي محمد بن حسين الشوكاني، والقاضي أحمد بن يوسف العنسي. وغيرهم كثير. توفي # سنة ١٣١٩ هـ. ومشهده بهجرته المباركة في جبل برط، وكان قد انتقل إليه، وكانت أوطانه صنعاء، والسر، وحوث، وقد قام حفيده السيد العلامة الولي القاسم بن أحمد المهدي حفظه الله تعالى بوضع ترجمة شاملة له ضمنها أنساب آل المهدي.