المسألة السادسة عشرة: [في تعريف العالم]
  المتيقن ما لم تقم قرينة على العموم كما في هذه الآية: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ ...}[النساء: ١١] الآية. والجواب: يؤخذ مما مر.
  وقال الجويني: هو للعموم ما لم يحتمل العهد؛ لأنه مع احتماله يكون مترددا بينه وبين العموم. فلا يحمل على أحدهما إلا بقرينة وأجيب بمنع التردد، بل المتبادر العموم، كما مر.
  فرع: قال الأكثر من القائلين بالعموم الجمع المعرف باللام أو الإضافة، وكذلك اسم الجمع المعرف كالمفرد في شمول الآحاد، وعليه أئمة التفسير في نحو: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ٩٣}[المائدة] فإن المراد كل فرد، وكذا: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ}[الأحزاب: ٣٥]، {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ ١٠٨}[آل عمران] وغيرها، ولصحة استثناء المفرد بلا خلاف في نحو: جاءني العلماء إلا زيدا مع امتناع: جاءني كل جماعة من العلماء إلا زيدا على الاستثناء المتصل.
  قال في (شرح الجمع): وقد تقدم قرينة على إرداة المجموع نحو: رجال البلد يحملون الشجرة، أي مجموعهم.
المسألة السادسة عشرة: [في تعريف العالم]
  في العالم ما هو والخلاف فيه بين أهل الإسلام والملاحدة، فأما أهل الإسلام فاختلفوا هل هو اسم لكل موجود سوى الله تعالى، أم لصنف من الأصناف؟ فقال الإمام أحمد بن سليمان #، والإمام عز الدين #: العالم اسم لكل موجود سوى الله، وهذا مروي