مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة السادسة عشرة: [في تعريف العالم]

صفحة 742 - الجزء 2

  المتيقن ما لم تقم قرينة على العموم كما في هذه الآية: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ ...}⁣[النساء: ١١] الآية. والجواب: يؤخذ مما مر.

  وقال الجويني: هو للعموم ما لم يحتمل العهد؛ لأنه مع احتماله يكون مترددا بينه وبين العموم. فلا يحمل على أحدهما إلا بقرينة وأجيب بمنع التردد، بل المتبادر العموم، كما مر.

  فرع: قال الأكثر من القائلين بالعموم الجمع المعرف باللام أو الإضافة، وكذلك اسم الجمع المعرف كالمفرد في شمول الآحاد، وعليه أئمة التفسير في نحو: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ٩٣}⁣[المائدة] فإن المراد كل فرد، وكذا: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ}⁣[الأحزاب: ٣٥]، {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ ١٠٨}⁣[آل عمران] وغيرها، ولصحة استثناء المفرد بلا خلاف في نحو: جاءني العلماء إلا زيدا مع امتناع: جاءني كل جماعة من العلماء إلا زيدا على الاستثناء المتصل.

  قال في (شرح الجمع): وقد تقدم قرينة على إرداة المجموع نحو: رجال البلد يحملون الشجرة، أي مجموعهم.

المسألة السادسة عشرة: [في تعريف العالم]

  في العالم ما هو والخلاف فيه بين أهل الإسلام والملاحدة، فأما أهل الإسلام فاختلفوا هل هو اسم لكل موجود سوى الله تعالى، أم لصنف من الأصناف؟ فقال الإمام أحمد بن سليمان #، والإمام عز الدين #: العالم اسم لكل موجود سوى الله، وهذا مروي