المسألة السادسة عشرة: [في تعريف العالم]
  عن ابن عباس، وقتادة، واختاره أبو حيان في النهر، والقرطبي، وأبو السعود وغيرهم، واحتجوا بأنه مأخوذ من العلم والعلامة لأنه يدل على موجده.
  قال الخليل: العلم بفتح الفاء والعين العلامة، والمَعْلَم(١): ما دل على الشيء، والعالم دال على خالقه، وقال الجوهري: العالم الخلق.
  قلت: وفيما ذكرناه عن أهل اللغة رد على الإمام المهدي # حيث خص إطلاق العالم على السماوات والأرض، وما بينهما من الحيوانات والجمادات بالاصطلاح دون اللغة.
  وقال ابن جرير: هو اسم لأصناف الأمم كل صنف منها عالم وأهل كل قرن وزمان من أصنافها عالم قرنه وزمانه، واستشهد بقول العجاج:
  فخندف هامة هذا العالم فجعلهم عالم الزمان خندف خندف ويدل عليه أيضاً قوله تعالى: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ١٦٥}[الشعراء] أي من الناس، فجعل الصنف عالماً.
  وقال جرير بن الخطفي:
  تنصفه البرية وهو سام ... ويضحى العالمون له عيالا
  ويدل عليه أيضاً قول زيد بن علي #: الله تعالى أربعة عشر ألف عالم الجن والإنس منها عالم واحد، فجعل كل صنف عالماً، ومثله قول أبي العالية: الإنس عالم، والجن عالم، وما سوى ذلك
(١) المعلم بفتح الميم وسكون العين وفتح اللام. تمت مؤلف.