قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين 2}
  ثمانية عشر ألف عالم من الملائكة، وللأرض أربع زوايا، في كل زاوية ثلاثة آلاف عالم، وخمسمائة عالم، خلقهم لعبادته.
  قلت: وهذا له حكم الرفع، وقد روى روايات مختلفة عن السلف يتحصل منها الدلالة على أن كل صنف عالم، وقال سعيد بن جبير، ومجاهد، وابن جريج: العالمون الجن والإنس لقوله تعالى: {لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ١}[الفرقان]، ولم يكن نذيراً للبهائم، وهذا مروي عن ابن عباس.
  وقيل: هم المكلفون، واختاره أبو حيان في (البحر) لقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ ٢٢}[الروم] والقراءة بكسر اللام توضح ذلك، ويؤيده قول الفراء وأبي عبيدة، وهما من أئمة اللغة: العالم عبارة عمن يعقل وهم الجن، والإنس، والملائكة، والشياطين، ولا يقال للبهائم عالم لأن هذا الجمع إنما هو لمن يعقل خاصة.
  وقيل: إنه اسم لأولي العلم، وتناوله لما سواهم بطريق الاستتباع.
  وقيل: أريد به الناس فقط لقوله تعالى: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ١٦٥}[الشعراء] أي: من الناس، ولاشتمال كل واحد منهم على نظائر ما في العالم الكبير من الجواهر والأعراض الدالة على الصانع، ولذلك أمر بالنظر في الأنفس، كما أمر بالنظر في الآفاق.
  قلت: الآية لا تدل إلا على أن كل صنف عالم، واشتمال كل واحد على ما ذكر إنما يدل على جواز تسميته عالماً مبالغة.