قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين 2}
  وقال الإمام المهدي #: الصحيح أن المراد به كل ذي روح لأن لفظ الرب في قوله تعالى: {رَبِّ الْعَالَمِينَ ٢} يدل عليه، لأن الرب مشتق من التربية.
  قلت: هذا يخالف ما تقدم عنه # مما ظاهره أنه ليس من التربية.
  قال #: وقد يطلق على أهل كل زمان عالم وعالمين، ومنه قوله تعالى: {وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ٤٢}[آل عمران]، وقال ÷: «أنت سيدة نساء العالمين» فقالت: تلك مريم بنت عمران فقال ÷: «إنما هي سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء العالمين».
  قال #: وقد يطلق (عالم) على جماعة من الناس يقال: جاءني عالم من الناس ونحو ذلك.
  قلت: وقد روي من أخباره # عن ابن عباس، ففي تفسير القرطبي عنه أنه كل ذي روح دب على وجه الأرض.
  وقال السيد حميدان |: إذا أريد به جملة من يعقل وما لا يعقل فهو السموات والأرض وما بينهما، وإن أريد به من يعقل فالعالمون هم الملائكة والجن والإنس وواحدهم عالم، ويقال لأهل كل عصر عالم.
  قلت: والظاهر مما تقدم من الأدلة والشواهد أن العالم قد يطلق ويراد به ما سوى الله تعالى، وهذا هو الذي يريده المتكلمون في الكلام على العالم، وقد يطلق ويراد به جنس أو صنف من أجناس المصنوعات، كما يقال: عالم الإنس، عالم الملائكة، عالم الأفلاك،