قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين 2}
  يكن في أن سمته أن يخرج عن كونه طولاً، فإذا تحول عن مكانه فسامته يصير طولاً، ولأنه يلزم أن يخرج ذلك الائتلاف عن كونه طولاً، وعرضاً، وعمقاً، فماذا يكون فإنه لا قسم زائد.
  قال الإمام المهدي #: فإن اجتمعت أربعة جواهر مربعة فالمتكلمون يسمونه سطحاً، تشبيها بالسطح العلوي، وهو سقف المنزل، لأن الأغلب تربيعه وأنه طبقة رقيقة فشبهوا به لتربيعه ورقته ما لا عمق فيه، قالوا: فإن ارتحل هذه الأربعة المربعة مثلها، صارت الثمانية جسماً لغة واصطلاحاً، وقد عرفت مما سبق أن تسميتهم لما ذكر بالخط والسطح مجرد اصطلاح، وقد ذكر ذلك الإمام المهدي #.
  واعلم أن هذه الثمانية هي أقل ما يسمى جسماً عند الإمام المهدي، وأكثر البصرية.
  وقال أبو الهذيل: بل أقله ستة جواهر متراحلة.
  وقال أبو القاسم البلخي: بل أقله أربعة، أحدها فوق أحد الثلاثة، ليكون عمقا.
  وقالت الأشعرية: بل أقله اثنان إذ الجسم هو المؤلف وقد حصل التأليف باثنين.
  احتج الأولون بأن الجسم في اللغة ما اجتمع فيه الطول، والعرض، والعمق، فالطول الخط، والعرض السطح، ويسمى صفيحة تشبيهاً بصفيحة السيف للرقة، والعرض، والعمق وائتلاف الجوهرين