المسألة الثامنة عشرة [حدوث العالم]
الفصل الأول [في بيان حدوث الأعراض]
  اتفق الموحدون من المسلمين وغيرهم على حدوث الأعراض. وقال بعض الفلاسفة: بل هي قديمة. والحجة لنا على حدوثها الضرورة فإن المعلوم أن الأكوان التي هي الحركة والسكون والاجتماع والافتراق متضادة، فمتى وجدت الحركة عدم السكون والعكس، وهكذا في سائر الأعراض فإنا نعلم حدوثها بعد أن لم تكن كاللون والصوت والحرارة والبرودة وغير ذلك، وإذا ثبت عدمها ثم وجودها علم ضرورة أنها محدثة؛ إذ لا معنى للمحدث إلا ذلك. ومن الناس من قال: إن حدوثها استدلالي، واستدل على ذلك بأنه يجوز عليها العدم، والقديم لا يجوز عليه العدم، أما أنه يجوز عليها العدم فلأنه قد ثبت أن المجتمع إذا افترق بطل اجتماعه، وأن المحترك إذا سكن بطلت حركته.
  قال القرشي: وقد ادعى كثير من الناس أن العلم بجواز العدم عليها ضروري.
  قال الإمام عز الدين #: والأكثر على أنه يعلم دلالة، ولا يتأتى