مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

[اللغويات]

صفحة 80 - الجزء 1

  وقال علي # بعد أن ذكر النبي ÷: (فقبضه إليه كريماً ÷، وخلف فيكم ما خلفت الأنبياء في أممها إذ لم يتركوهم هملاً بغير طريق واضح، ولا علم قائم كتاب ربكم فيكم مبيناً حلاله وحرامه، وفرائضه وفضائله، وناسخه ومنسوخه، ورخصه وعزائمه، وخاصه و عامه، وعبره وأمثاله، ومرسله ومحدوده، ومحكمه ومتشابهه، مفسّراً مجمله، ومبيّناً غوامضه، بين مأخوذٍ ميثاقُ علمه، وموسع على العباد في جهله، وبين مثبتٍ في الكتاب فرضه ومعلومٍِ في السنة نسخه، وواجب في السنة أخذه ومرخص في الكتاب تركه، وبين واجب بوقته وزائل في مستقبله، ومباين بين محارمه: من كبير أوعد عليه نيرانه، أو صغير أرصد له غفرانه، وبين مقبول في أدناه موسع في أقصاه). رواه في النهج⁣(⁣١).

  وفيه مع ما نحن بصدده فوائد عظيمة من تقسيم ما اشتمل عليه هم القرآن إلى المحكم والمتشابه، والخاص والعام، والمجمل والمبين، والناسخ والمنسوخ، وتقسيم ما فيه من الأحكام إلى الرخصة والعزيمة، والواجب والمحرم، والمضيق والموسع، وغير ذلك مما لو قيل: إنه قد أشار فيه إلى أصول الفقه ومقدماته لم يبعد، والأمر ما قال النبي ÷: «فمن أراد المدينة فليأت الباب».

  وقال # في عهده للأشتر: (واردد إلى الله ورسوله ما يضلعك من


(١) نهج البلاغة (٤٤ - ٤٥). ٤٤ - ٤٦. أعلمي.