مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

[في الرد على شبه الفلاسفة حول بعض قواعد المنطق]

صفحة 98 - الجزء 1

  على الشوك⁣(⁣١) والنار على الإلجاء، أو لولاه لما حسنت كدلالة المعجز على صدق المدعي للنبوة، فإنه لولا الصدق لما حسنت المعجزة؛ ويدخل في هذا الأدلة الشرعية فإنها لولا كونها مصالح لما حسن التكليف بها.

[في الرد على شبه الفلاسفة حول بعض قواعد المنطق]

  زعمت الفلاسفة وحكاه القرشي عن المجبرة أنه لا يُوصِل إلى العلم اليقين إلا حجة العقل الواردة على أشكال أربعة يذكرونها في علم المنطق، فأما السمعيات فهي إنما توصل عندهم إلى الظن، وكذلك قياس التمثيل الذي نسميه قياس الشاهد على الغائب.

  واعلم أن هؤلاء الفلاسفة وأهل الإلحاد قد وضعوا قواعد عظمت بها جنايتهم على المسلمين، وحرفوا بها كثيراً من قواعد الدين، وأدرجوها في علم المنطق، وتبعهم عليها طوائف المجبرة، كما حكاه القرشي وكثير من غيرهم، وكانت السبب في القول بالجبر وكثير من مسائل الخلاف، ولهذا لم يعول قدماء الأئمة $ وكثير من المتأخرين على علم المنطق، ولم يذكروه في كتبهم، ولم يبنوا عليه شيئاً من مسائل دينهم وهم القدوة.

  وقال ابن الصلاح: لقد تمت الشريعة حيث لا منطق. وحكى شارح مباحث العقول للزركشي عن بعضهم أنه ليس بعلم. وفي بعض


(١) ومثله في الأنظار السديدة في الفوائد المفيدة للمؤلف ¦، انظر الفائدة رقم (١٠) تمت.