مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

[في الرد على شبه الفلاسفة حول بعض قواعد المنطق]

صفحة 99 - الجزء 1

  المباحث أن كثيرا من الفقهاء ينهى عن تعلمه. وعن بعض العلماء جوازه لمن وثق بصحة ذهنه ومارس الكتاب والسنة.

  قال: وهذا الشرط إنما يعتبر في حق من يريد النظر في كتب الفلاسفة ليرد على أهلها، فما ظنك بما تركه صفوة الأمة.

  واختلف آخرون هل هو علم أم لا؟ وهل يجوز تعلمه أم لا؟

  وذكر السيد حميدان | في مجموعه أن الحد المركب من جنس وفصل لم يتضمن إلا حكاية المذهب، ومجرد الحكاية لا يصح أن يكون دليلا على صحة المحكي؛ إذ ما من دعوى باطلة إلا ويمكن أن تحد بحد من جنس وفصل. قال: وذلك بين لمن تأمله.

  وقال الإمام القاسم بن محمد # ما معناه: إن جميع العلوم الإسلامية مستغنية عن المنطق؛ لأنه في معرفة الحد والبرهان: فأما الحد فهو ضرب من التفسير، ونحن نعتمد على ما ورد في الكتاب والسنة ولغة العرب، ونستعمل ألفاظ العموم التي يراد بها الخصوص كاستعمالنا الألفاظ الخاصة؛ اكتفاءً بما يدل على التخصيص من القرائن الحالية والمقالية، ونكتفي في إخراج ما يجب إخراجه من الحد وإدخال ما يجب إدخاله بما علم من موجبات الإدخال والإخراج.

  قال: وبذلك يعرف بطلان اعتبار المنطق في الحدود؛ لأن ما ذكرناه معلوم بالاستقراء. وأما البرهان فهو عندهم أن وسط المقدمتين يستلزم المطلوب، وهو قسمان: اقتراني، واستثنائي، وعلوم الإسلام إنما تستمد من أصل عقلي، أو شرعي، أو قياس كذلك، أو استصحاب حال كذلك، أو اجتهاد مطلق أما بالأصل كقضية العقل المبتوتة نحو وجوب