قوله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم} من سورة الفاتحة
  وفي (أنوار اليقين) بعد أن روى حديث ابن أبي ليلى، وقد روي هذا الحديث من كتاب الفردوس، ومن تفسير الثعلبي، ومناقب ابن المغازلي، ومن مسند ابن حنبل.
  وجه دلالة هذا الخبر على أنه الأكبر، أن قد حصر هذا الوصف على هؤلاء الثلاثة لأن تعريف المسند إليه يفيد الحصر، ولما كان الحصر غير حقيقي لوجود التصديق من غيرهم، ووصف المؤمنين أجمعين بأنهم صديقون، تعين أن المراد به أنهم الكاملون في التصديق، والسابقون إليه كما تدل عليه روايات السبق، وذلك هو معنى التفضيل، وقد دل الحديث على أن عليا # أفضلهم، وهو معنى كونه أكبر.
  الجهة الثالثة: أنه # قد ادعى ذلك وافتخر به، وهو # لا يدعي إلا الحق، ولا يخبر إلا بالصدق، ولا يفتخر إلا بما له الافتخار به شرعا لثبوت عصمته، وزهده فيما تنافس فيه المتنافسون من حب الرئاسة والشرف، بل من باب التحدث بالنعمة، والتعريف بما يجب على الناس اعتقاده في جانبه # فمن ذلك ما رواه الإمام الموفق بالله # في سلوة العارفين، قال: حدثني الحسن بن علي الحلواني، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا نوح بن قيس، حدثنا سليمان بن عبدالله أبو فاطمة عن معاذة العدوية قالت: سمعت عليا # على المنبر وهو يقول: أنا الصديق الأكبر أسلمت قبل أن يسلم أبو بكر.
  الحلواني قال يعقوب بن شيبة: كان ثقة ثبتا متقنا، ووثقه النسائي والخطيب، توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين، احتج به الجماعة