المسألة الثالثة [الرد على النسفي في انتقادهم للمعتزلة حول اللطف]
  على ظاهره فلنا في تأويله وجوه:
  أحدها: أنهم لما أصروا على كفرهم خذلهم الله تعالى، ومنعهم ألطافه، فتزايد الرين في قلوبهم تزايد الانشراح والنور في قلوب المؤمنين، فسمى ذلك التزايد مدداً في الطغيان، فأسند إلى الله سبحانه؛ لأنه مسبب عن فعله بهم بسبب كفرهم.
  الثاني: أن المراد به ترك القسر والإلجاء إلى الإيمان، كما في قوله تعالى: {وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ١١٠}[الأنعام].
  الثالث: أن المراد به معناه الحقيقي الذي هو الزيادة في الطغيان، وهو فعل الشيطان، لكنه أسند إلى الله تعالى؛ لأنه بتمكينه وإقداره، والتخلية بينه وبين إغواء عباده.
  قلت: وقد يستعمل المد بمعنى الترك، حكى الأخفش: مددته، إذا تركته؛ وعلى هذا فيكون معنى الآية ويتركهم في طغيانهم يعمهون، والمراد به ترك اللطف، والدعاء إلى الخير عقوبة على سوء صنيعهم، وتماديهم في الكفر، ويكون الإسناد إلى الله تعالى حقيقياً. والله أعلم.
المسألة الثالثة [الرد على النسفي في انتقادهم للمعتزلة حول اللطف]
  قال النسفي: هذه الآية حجة على المعتزلة في الأصلح. يعني أنها تدفع قولهم بوجوب الأصلح وهو اللطف على الله تعالى؛ إذ لو كان واجباً عليه لما أخل به، ولما زادهم طغياناً.
  والجواب: أنه قد وهم في إطلاق نسبة هذا القول إلى المعتزلة،