المسألة الأولى [إثبات نبوة سيدنا محمد ÷]
  قال #: ومثل هذا يتصور في حق النبي فيعلم كونه مرسلاً كما في حق موسى #(١)، وقريب من هذا ذكره الإمام المهدي، قال: ويجوز أن يكون مما يدخل جنسه تحت مقدور القدر إذا علم جبريل أن الملائكة كافة والجن يعجزون عن مثله.
  قلت: ويجوز أن يكون علماً ضرورياً يخلقه الله فيه، ويجوز أيضاً أن يكون خبر المعصوم وهو الذي وردت به السنة.
  قال الهادي #: وسألت كيف يأخذ جبريل # الوحي عن الله؟ وكيف يعلمه؟
  واعلم هداك الله أن القول فيه عندنا كما قد روي عن رسول الله ÷ أنه سأل جبريل عن ذلك فقال: (آخذه من ملك فوقي ويأخذه الملك من ملك فوقه، فقال: كيف يأخذه ذلك الملك ويعلمه؟ فقال جبريل: يُلقى في قلبه إلقاءٌ، ويلهمه إياه إلهاماً) رواه في جواب مسائل الرازي، وفيه: (إن الملك الأعلى يعلمه بعلم ضروري يفعله الله في قلبه).
(الفائدة الثالثة في وجه كون القرآن معجزاً في حق العجم)
  وذلك أن لقائل أن يقول: إذا علم العرب إعجازه؛ لمعرفتهم بتناهيه في الفصاحة وصار حجة عليهم، فبماذا يعلم ذلك العجم حتى يكون حجة عليهم، ودليلاً لهم على صحة نبوة نبينا ÷؟
(١) يعني أنه يجوز أن يكون مثل هذا معجزة لنبي، كما وقع ذلك لموسى #. تمت مؤلف.