مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الرابعة [شبهة الاحتجاج بالآية على نفي عذاب القبر]

صفحة 2585 - الجزء 4

  وأما بحر فهو: ابن مَرَّار - بفتح الميم وتشديد الراء - ابن عبد الرحمن بن أبي بكر الثقفي، أبو معاذ البصري، قال في (التقريب): صدوق اختلط بآخره.

فائدة [في تقرير رواية عذاب رجلين]

  لم يعرف اسم الرجلين المقبورين ولا أحدهما، ولعلَّ ذلك لقصد الستر عليهما. وهو عمل مستحسن، ولا ينبغي الفحص عن تسمية من وقع في حقه ما يذم به، والظاهر أنهما مسلمان؛ لقوله في رواية ابن ماجة: جديدين.

  وفي حديث أبي أمامة عند أحمد أنه ÷ مرَّ بالبقيع فقال: «من دفنتم اليوم هاهنا» والبقيع: مقبرة المسلمين.

  وفي رواية أبي بكرة عند أحمد، والطبراني بإسناد صحيح: «يعذبان وما يعذبان في كبير، وبلى: وما يعذبان إلا في الغيبة والبول» وهذا الحصر ينفي كونهما كافرين؛ لأن الكافر يعذب على كفره بلا خلاف.

  وقال أبو موسى: بل كانا كافرين؛ لما في حديث جابر أنه ÷ مرَّ على قبرين من بني النجار هلكا في الجاهلية.

  وأجيب بأنه ضعيف كما اعترف به، وسيأتي حديثه أن المسموع منفي الصفحة التالية بني النجار جماعة، ولم يذكر سبب تعذيبهم، أعني البول والنميمة، ولو سلم ما احتج به، فلعلها تعددت الواقعة. رجعنا إلى ما نحن بصدده:

  وفي أمالي المرشد بالله: أخبرنا عبد الله بن رستة، ثنا الحسين بن