المسألة الأولى: الهدى المذكور في الآية
  وفي الآية مسائل:
المسألة الأولى: الهدى المذكور في الآية
  قال أبو حيان: الكتب المنزلة، أو الرسل، أو البيان، أو القدرة على الطاعة، أو محمد رسول الله ÷ أقوال. ورجح الزمخشري أنه الرسول والكتاب، وتبعه أبو السعود، قالا: وجيء بكلمة الشك(١) مع تحقيق الإتيان بالهدى للإيذان بأن الإيمان بالله وتوحيده لا يشترط فيه بعثة الرسل وإنزال الكتب، بل يكفي في وجوبه العقل، ونصب الأدلة الآفاقية والنفسية، والتمكين من النظر والاستدلال.
  قلت: وهذا يدل على أن وجوب دليل النظر عقلي؛ وقد اعترض ابن المنير هنا فقال: إن دليل وجوبه سمعي، قال: وإن كان حصول الإيمان بالله وتوحيده غير موقوف على ورود السمع، بل محض العقل كاف فيه بالاتفاق. وقد تقدم الكلام في ذلك مبسوطاً، في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ...} الآية [البقرة: ٢١].
  واعلم أن كلام الزمخشري مبني على أن المراد بالخطاب آدم وذريته، كما مر؛ إذ لا يصح أن يفسر الهدى بالرسول في حق آدم؛ لأنه لم يبعث إليه رسول.
  وقيل: بل بعث إليه من الملائكة.
  وقال الرازي: من الهدى؛ كل دلالة وبيان، فيدخل فيه دليل العقل،
(١) يعني (إن) في قوله: (فإما). تمت مؤلف.