المسألة الثانية [دلالة الآية على وجود الصانع]
  قوله تعالى: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ٥٠}[البقرة]
  في الآية مسألتان:
المسألة الأولى [من معجزات النبي]
  في هذه الآية وسائر ما قص الله على محمد من أخبار آباء بني إسرائيل معجزة باهرة، وحجة واضحة على أهل الكتاب؛ لأن النبي ÷ كان أميًا لا يكتب ولا يقرأ، ولم يخالط أهل الكتاب؛ فإذا أخبرهم والحال هذه [بما] يعلمونه في كتبهم مفصلًا علم أنه أخبر عن وحي، وأنه صادق، فكان ذلك دليلًا على صحة نبوته ÷.
المسألة الثانية [دلالة الآية على وجود الصانع]
  في الآية سؤال وهو أن فلق البحر في الدلالة على وجود الصانع المختار، وفي الدلالة على صدق موسى كالأمر الضروري، فكيف جاز فعله في زمان التكليف؟
  قال الرازي: الجواب أما على قولنا فظاهر. ولعله أرد أنه يجوز من الله تعالى ولا يقبح منه؛ إذ لا يقبح منه ما يقبح من غيره.