مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى: في فضائل القرآن والحث على العمل به

صفحة 49 - الجزء 1

فضائل القرآن والحث على العمل به في مسائل متفرقة لها تعلق بالمقصود

المسألة الأولى: في فضائل القرآن والحث على العمل به

  للأئمة والعلماء في ذلك مؤلفات كثيرة، فمن أراد الوقوف على الحقيقة فعليه بها؛ إلا أنا نذكر من ذلك نكتاً على وجه التبرك والتنبيه، والترغيب والتهييج، فنقول: قد تطابق على ذلك العقل والنقل. أما العقل فلأنه لما ثبت أن الله تعالى أعظم الأشياء كان كلامه أعظم الكلام. وأما النقل فقد وصفه الله تعالى بأوصاف لا يشاركه فيها غيره، كما سيأتي ذلك إن شاء الله تعالى مفصلاً، فسماه تعالى نوراً وهدى، وموعظة وشفاءً، ورحمة وذكرى، وبياناً وتبياناً، وبصائر وفرقاناً، إلى غير ذلك من المادح⁣(⁣١) العظيمة، والأوصاف الكريمة، وعن علي # قال: قال رسول الله ÷: «أيها الناس إنكم في دار هدنة وعلى ظهر سفر، وإن السير بكم سريع، وقد رأيتم الليل والنهار كيف يبليان كل جديد، ويقربان كل بعيد، ويأتيان بكل موعود، فأعدوا الجهاز لبعد المقام»، فقام المقداد بن الأسود


(١) إطلاق الممادح على أوصاف القرآن من باب المجاز تشبيهاً للقرآن لأجل تأثيره في باب الهداية بالفاعل المختار وإلا فالمدح حقيقة لا يكون إلا للفاعل المختار. تمت. مؤلف.