تفسير سورة (الفلق)
  المذكورة، ويفعل الله ذلك أي: الضرر ابتلاء وامتحان، والاستعاذة من ذلك هو ما يحصل من الله من الإبتلاء عند نفثهم.
  قال في الكشاف: ويجوز أن يراد بذلك من كيد النساء، الذي قال الله فيهن {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ٢٨}، لشبههن بالسواحر، يشبه كيدهن بفعل السواحر، أو من اللاتي يتعرضن للرجال بمحاسنهن لأنهن يفتن، وكل ذلك صالح، والاستعاذه من ذلك حسن، ثم أردف ذلك بقوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ٥} لأن شر الحاسد عظيم لأنه يتربص الغوائل، ونزول الضرر بالمحسود، ومعنى إذا ظرفية بمعنى عند أو حين وقيل: المراد بشر الحاسد إثمه وإظهار أثرة، وليس من الحسد ما يحصل بين المؤمنين من الغبطة حينما يرى بعضهم من أفعال الخير، وهي في اصطلاحنا يقال لها: الغيرة لأنه يحب أن يفعل مثله، ولذا قال الرسول ÷: «لا حسد إلا في إثنتين» لذا قال الشاعر:
  وإني لمحسود وأعذر حاسدي ... وما حاسد في المكرمات بحاسد
  وقال أخر:
  واعذر حسودك فيما قد خصصت به ... إن العلا حسن في مثلها الحسد