تفسير جزء عم وجزء تبارك،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تفسير سورة (القيامة)

صفحة 114 - الجزء 1

  الصدر يطلبون أو يقولون هل من راق؟ أي: يرقى من الرقية، أي: هل منكم من راق؟ وقيل: مانع من ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب {وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ٢٨} أي: علم كما ذكرنا آنفاً أي: تحقق وقوع الموت.

  {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ٢٩}: أي: إلتفت ساقه بساقه، أي: ماتت رجلاه فلا تحملانه، وقد كان عليهما جوالا {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ٣٠} أي: يساق إلى الله وإلى حكمه، ويسلم بغير مال ولا حال، يقبر لا يملك شيئاً إلا عمله وهو المقر الذي جعله برزخاً إلى يوم القيامة، {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى ٣١ وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ٣٢} أي معطوف أو مربوط بمعنى قوله: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ٦} أنه منكر بالبعث فلا صدق ولا صلى، فلا صدق بالرسول، ولا صلى أو لا صدق، بالقرآن، بل كذب وتولى.

  {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ٣٣} له قيل: نزلت في أبي جهل {يَتَمَطَّى} تبختر، وأصله يتمطط أي: يتمدد لأن المتبختر يمد خطاه، ومنه الحديث إذا مشت أمتي المطيطا، ويمد يديه يلويهما أي: ذهب إلى أهله وإلى قومة يتبختر {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ٣٤ ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ٣٥} أي: ويل لك وهو دعاء عليه بأن يليه أو يوليه ما يكره، وقيل معناه كادت نقمته أي: قربت والتكرير للتأكيد {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ٣٦} أي: يظن أن يهمل فلا رجوع ولا نقاش ولا حساب ولا عذاب، ثم نبه بقوله: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ٣٧}: أي كان نطفة في ظهر، أبيه، والمني ما يخرج من الإنسان عند حصول الشهوة، وتمنى تدفع وتراق {ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى ٣٨} أي: يصير النطفة علقة حمراء {فَخَلَقَ فَسَوَّى ٣٨} له أي: فخلقه الله فسواه {فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ٣٩} أي: إذا كان كما ذكر وقد جعل الزوجين الذكر والأنثى لأجل التناسل فلا يتفكر في قوله: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ٤٠} أي: لا يمتنع منه شيء وهو القادر على كل شيء، والإعادة أهون من البداية، ويحسن عندما يصل إلى هنا إلى آخر السورة، أن يقول: بلى وأنت على كل شيء قدير. كذا، أو اللهم بلى، وروي أن رسول الله ÷، كان يقول إذا قرأها: «سبحانك بلى»، تمت والحمد الله.