تفسير سورة (المدثر)
  من المن ولا تستكثر ما أعطيت {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ٧} أي: لأجل الله استعمل الصبر، وقيل: على أذى المشركين، وقيل على أداء الفرائض {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ٨} قيل: هي فِي النفخة الأولى، والثانية وقيل علامة يضعها الله لجمع الناس أما نور وإما صوت، والمعنى: اصبر على أذى المشركين فإنه يأتي القيامة {فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ ٩ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ١٠} يوم شديد، وأكد العسر بغير يسير لأنه يوجد فيه للكافرين أي يسر، وفيه تبشير للمؤمنين، أن ذلك اليوم يسير عليهم حيث نفاه عن الكافرين.
  {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ١١ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا ١٢ وَبَنِينَ شُهُودًا ١٣} أي: دعني وحدي مع هذا الكافر الذي اشتد كفره وهو الوليد بن المغيرة، ويكون لفظة وحيداً حال من الله فأنا أجزيك في الانتقامة منه، وقيل: إنه لقب للوليد كان يلقب به لأنه كان وحيد قومه لرئاسته وماله وقيل: إنه خلقه الله وحيداً لا مال له ولا ولد ثم أعطاه الله المال والولد، فكفر بنعمة الله وأشرك وأستهزأ بدينه والمال الممدود الكثير {وَبَنِينَ شُهُودًا ١٣} أي: حضوراً معه لا يفارقونه يستأنس بهم {وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا ١٤} بسطت له الجاه العريض والرئاسة في قومه والمال، واجتماع هذه هي الكمال في الدنيا {ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ ١٥} هذا استبعاد فيقطع الطمع، كلا ردع له وقطع لرجائه وطمعه الله {إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا ١٦} إنه عنيد، وهذا تعليل لقطع الطمع فإنه قد صار أهلاً لتعذيبه لعناده وشدة كفره، فأبدله الله ذلاً وفقراً وعذاباً ولعنة. {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا ١٧} أي: سأغشيه عقبة شاقة المصعد، وهو كناية عن العذاب المتعب {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ١٨ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ١٩ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ٢٠ ثُمَّ نَظَرَ ٢١ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ٢٢ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ ٢٣ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ٢٤ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ٢٥}، {قُتِلَ}، لعن على تقديره، و {عَبَسَ} قطب وجهه و {بَسَرَ} أي: تحير فما يدري ما يقول {ثُمَّ أَدْبَرَ} رجع عن رأيه واستكبر فقال: إن هذا إلا قول البشر وسحر يؤثر، وإليك القصة باختصار وهي تفسر الآيات المذكورة:
  روي أن الوليد قال لبني مخزوم: والله لقد سمعت من محمد ÷