تفسير سورة (الجن)
  القيامة، وكم بقي من الدهر إليها، أقريب أم يطول ربي أمده، ويبعد كينونته ووقوعه {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ٢٦ إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} لا يطلع على ما عنده من علم الغيب أحدا، إلا من اختاره لتبليغ رسالته وهو الذي ارتضاه الله {فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ٢٧}، أي: يدي الذي أرتضاه للرسالة، فإنه يجعل له حفظة، يحفظونه من الجن والإنس، من وساوسهم وأذاهم حتى يبلغ الرسالة والرصد هم الحفظة {لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ٢٨} أي: يكون منهم في التبليغ أمر وصبر وحزم، وفعل، فيقع علمه بأنهم قد فعلوا أي: يحفظهم ليبلغ الرسالة، ليعلم الله وقوع التبليغ وإكماله وهو محيط بجميع أعمالهم، ومحصن له حتى يكون مثبتاً: عنده عدداً كما يحسب العاد العدد، ومعناه الإطلاع والعلم بكل شيء، وهو العالم جل وعلا بكل المعلومات، وهو على كل شيء قدير.