تفسير سورة (نوح)
  امرأه، ويغوث على صورة أسد، ويعوق على صورة فرس، ونسراً على سورة نسر، {وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا} قيل: الضمير للأصنام فيكون مجازاً، وقيل: للرؤساء الذين كانوا يدعون، إلى عبادة الأصنام، {وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا ٢٤} قيل: العبادة لا تزيدهم إلا ضلالاً، وقيل إنها دعوة من نوح وهو أن يخذلهم الله، ثم بعد هذا المكر العظيم أنزل الله عليهم العذاب فقال: {خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا ٢٥} أي: بسبب خطاياهم أغرقوا وتكون من بمعنى الباء سببية وذهبت النون للإدغام، فادخلوا بعد الغرق ناراً وجعلت لهم موضعاً و قراراً أفاده في المصابيح.
  وقال في الكشاف: إنه لم يكن غرقهم وإدخالهم النار إلا بسبب خطاياهم، لا بتكذيب نوح وإن كان التكذيب أكبر خطاياهم وأكد هذا المعنى زيادة ما، وصار المعنى من خطيآتهم ما أغرقوا لأن لهم خطايا كثيرة بكثرة تعنتهم، وادخلوا ناراً عقيب غرقهم، وقيل: إنها نار في الدنيا أي في القبور، وإن لم يقبروا وعن الضحاك: كانوا يغرقون من جانب ويحرقون من جانب، والله أعلم.
  {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ٢٦} أي: لا تترك على الأرض من العاصين والكفرة دياراً، أي: أحداً يدور لأنها مشتقه من دار يدور وهو أي أصله من ديوار، ففعل به ما فعل بسيد وميت {إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ٢٧} إلا من سيفجر ويكفر فوصفهم بما يصيرون إليه.
  {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ٢٨} أبوه لمك بن متوشلح وأمه شمخابيب أنش، كانا مؤمنين وقيل آدم وحواء، وفيه قراءة ولولدي سام وحام بيتي، منزلي، قيل: مسجدي وقيل: سفينتي، خص ثم عم المؤمنين والمؤمنات والتبار الهلاك، وقيل: إنه لم يكن لهم أولاد، لأنهم أعصموا عن الأولاد أربعين سنة، وقيل: إن الله أهلك الأولاد قبل العذاب بالموت، والله أعلم وأحكم.