تفسير سورة (الحاقة)
تفسير سورة (الحاقة)
  
  {الْحَاقَّةُ ١ مَا الْحَاقَّةُ ٢} الساعة الواجبة الوقوع، من حق إذا ثبت، التي هي آتية لا ريب فيها، أو التي هي من خوارق الأمور من الثواب والعقاب والحساب ولفظ الحاقة مرفوع على الابتداء، وخبرها {مَا الْحَاقَّةُ ٢} ومعنى ما أي، أي شيء تفخيماً لشأنها وتعظيماً لهولها، {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ ٣} أي: وأي شيء يعني أنك لا علم لك بكنهها ومدى عظمها، بحيث إنه يبلغ من الشدة بحيث لا يبلغه دراية أحد {كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ ٤} والقارعة التي تقرع الناس بالأفزاع والأهوال، والسماء بالانشقاق والانفطار: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ٥} الطاغية: الواقعة المجاوزة للحد في الشدة واختلف فيها فقيل: هي الرجفة، وقيل: الصاعقة.
  {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ٦} الصرصر: الشديد الصوت، لها صرصرة وقيل: الباردة من الصر التي تحرق الأشياء {عَاتِيَةٍ ٦} شديدة العصف والعتو بمعنى عتت عليهم فما قدروا أن يردوها بحيلة، من استتار ببناء أو بأي وسيلة، وقيل: عتت على خزانها فخرجت بلا كيل ولا وزن، روي عنه ÷: «ما أرسل الله سفينة من ريح ولا قطرة من مطر إلا بمكيال إلا يوم عاد ويوم نوح