تفسير سورة (النصر)
  أي: سبحه ونزهه وقدسه {وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ٣}. وفي ذلك إشارة إلى كمال الدين، والتبليغ، ولذا قال رسول الله ÷ لما نزلت هذه السورة نعيت إليَّ نفسي، وأمر بالاستغفار فقيل: كان يستغفر الله في اليوم والليلة مائة وقيل: إنها لما نزلت قال رسول الله ÷ «الله أكبر، جاء نصر الله والفتح، وجاء أهل اليمن، قوم رقيقة قلوبهم الإيمان يمان» والفقه يمان، وقيل: إنه قال: «أجد نفير ربكم وقيل نَفَس ربكم من قبل اليمن»، وقيل: لما وقع فتح مكة، أقبلت العرب بعضها على بعض وقالوا: أما إذا ظفر بأهل الحرم، فليس به يدان، فكان الناس يدخلون في دين الله أفواجاً. أفاده في الكشاف وقيل: روي أن رسول الله ÷، لما نزلت خطب الناس فقال: «إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين لقائه، فاختار لقاء الله».
  وعن ابن مسعود أن هذه السورة تسمى سورة التوديع.
  {إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ٣} فسبحه حامداً الله، شاكراً له على ما أولاك والتأييد، وصدق وعده ووعيده، واستغفره حيث قد تم ما وعده الله به، إنه كان تواباً أي: يعود بالمغفرة، لأن التواب هو العواد، والله هو العواد بالمغفرة، جل وعلا، وله الحمد على ما أعطى، وله الشكر على ما أولى.