تفسير جزء عم وجزء تبارك،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تفسير سورة (الكافرون)

صفحة 20 - الجزء 1

تفسير سورة (الكافرون)

  

  إن الله سبحانه وتعالى من على رسوله ÷، بالرسالة وبعبادته، فأمره أن يظهر للكافرين المشركين أنه يعبد الله تعالى، ولا يستبدل به غيره، ولا يعبد إلا الله تعالى فقال: لست أيها الكافرون لأن أعبد ما تعبدون أي: لا أدخل ولا أعمل بعبادتكم في الأوقات المستقبلة، ولا أنتم عابدون ما أنا عابده، في أيامي الماضية. ومعنى ذلك أنه لم يسبق مني في ما سلف عبادة الأصنام في الأيام الجاهلية، فكيف يرجى مني عبادتها في الإسلام ثم أكد ذلك بتكريره فقال: {وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ٤ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ٥ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ٦} أي: لكم شرككم، ولي توحيدي.

  قال في الكشاف: والمعنى أنّي نبي مبعوث إليكم، لأدعوكم إلى الحق والنجاة، فإذا لم تقبلوا ولم تتبعوني، فدعوني كفافاً، ولا تدعوني إلى الشرك.

  روي أن رهطاً من قريش قالوا: يا محمد هلم فاتبع ديننا، ونتبع دينك، تعبد آلهتنا سنة، ونعبد إلهك سنة، فقال: «معاذ الله أن أشرك به غيره» فقالوا: فأستلم بعض آلهتنا نصدقك، ونعبد إلهك، فنزلت فغدا إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش، فقام على رؤوسهم فقرأها عليهم فأيسوا انتهى.