تفسير جزء عم وجزء تبارك،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تفسير سورة (الكوثر)

صفحة 21 - الجزء 1

تفسير سورة (الكوثر)

  

  {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ١} أي: آتيناك الكوثر، والكوثر: الكثرة الوافرة، إذا العطاء الكثير الأكبر من الكثرة، وقيل: إنه نهر في الجنة روي عنه ÷، أنه قال حين نزلت عليه فقال: «أتدرون ما الكوثر! إنه نهر في الجنة وعدنيه ربي فيه خير كثير»، وقيل في صفته: أحلى من العسل، وأشد بياضاً من اللبن، وأبرد من الثلج وألين من الزبد حافتاه الزبرجد، وأوانيه من فضة عدد نجوم السماء.

  {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ٢} أمره تعالى بأن يصلي صلاته كلها لربه خالصاً لوجهه، وأمره إذا نحر شيئاً أن لا ينحره عند نحره إلا الله تعالى، لا كما يفعله المشركون في نحرهم للأصنام والأوثان، ويهلون بأسمائهم، وهذا دليل على أن الذبح إذا ذكر عليه اسم الله فهو حلال، وإذا ذكر غيره، فهو حرام، ولقوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} هذا نص صريح في المقصود، وفيه دليل على ما يذبح عند طلب العفو ومطايبة النفوس مع ذكر الله عند ذبحه، فذلك حلال لأنه أهل الله ولا ينقضه الأغراض، فلا يذبح شيء إلا لغرض، فالله تعالى من على رسوله ÷، وعلى عباده بهذه التي تذبح، وما فيها من الخير والنفع، وأن نخالف المشركين في جميع أعمالهم. وقوله تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ٣} فمن بغض رسول الله ÷، من الخلق فهو أبتر، أي: