تفسير جزء عم وجزء تبارك،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تفسير سورة (الماعون)

صفحة 24 - الجزء 1

  الماعون، وهذه من صفاتهم، وهذا على القول بأن الماعون هو الزكاة.

  وقال في الكشاف هو ما يتعاون به في العادة من الفاس، والدلو، والقدر، ونحوها.

  وقال في المصابيح: هو ما جعل الله فيه العون من المرافق كلها، التي يجب العون فيها، لأهلها من غير مفروض واجب الزكاة، وما ليس فيه كثير مؤنة من المعونات، مثل نار تقتبس أو رحى، أو دلو يلتمس، وليس في بذله إضرار بأهله، إلى قوله: فمانعوه مذامون أي مذمومون. وفي هذه السورة دليل عظيم على قبح الرياء، وأنه شيء خطير جداً، ولذا ورد أنه الشرك الخفي. وورد أنه أخفى من دبيب النمل السوداء في الليلة المظلمة، على المسح الأسود، وأن مدافعته صعب جداً، إلا على المرتاضين بالإخلاص، وله مراتب معروفة نعوذ بالله منه، ونسأله تعالى التوفيق، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، ولا يكون الإنسان مرائياً بإظهار الواجبات بل يجب إظهار ذلك دفعاً للتهمه والإشعار بأركان الإسلام، وذلك من الواجب، وإن أظهر بعض التطوع قصداً للاقتداء مع الأمان من الرياء فذلك حسن، والله الموفق.