تفسير جزء عم وجزء تبارك،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

تفسير سورة (الهمزه)

صفحة 28 - الجزء 1

تفسير سورة (الهمزه)

  

  {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ١} الويل، قيل: وادي في جهنم، وقيل: هو يعرف من الحرقة والعويل أي: ينادي بالويل والتبور، والهمزة الهمز، الكسر كالهمز، أي يكسر أعراض الناس بالغيبة ونحوها. واللمز: الطعن. وقيل: الهماز، والغياب، والمراد الطعن في أعراض الناس، بالغض منهم واغتيابهم والهمزة: الباخس المغتاب. واللمزة: هو الهامز العياب.

  {الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ ٢} والجمع فهو اكتنازه، وتعديده، وإرصاده، وإحصاؤه، أو جمع ماله وقومه، مثل قولك فلان ذو عدد وعده، إذا كان له مال وأنصار، أفاد هذا في الكشاف {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ٣} أي: أيحسب، حذفت همزه الاستفهام أي أيظن ويحسب من الحسبان الذي بمعنى الظن أن ماله يخلده في الدنيا، أنه لن يخلده ولا ينقذه، ولا يدفع عنه ما يخشاه من النوائب، ولا يدفع عنه الموت. وفي هذا تعريض وإفهام، أن ضد المال من الأعمال الصالحة، هي التي تخلده في النعيم الدائم فأما المال فلم يخلد أحداً والله المعين.

  {كَلَّا} ردع وزجر عن حسبانه الذي يحسبه وإنه {لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ٤} والنبذ هو الإلقاء فيها وهي النار التي تحطم كل شيء وكل ما يلقى فيها. ثم قال: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ ٥} إنها لشيء عظيم، وفيه تهويل جسيم، إذا لم تدر